الاثنين، ١٥ محرم ١٤٣٠ هـ

الإنتصار الحقيقي للإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أقول لكل من يقرأ هذي المدونة أنني أحد الاشخاص المهتمين بعلم الفلك وكذلك الفيزياء الكونية وعلم الطقس والمناخ وبصراحة أعتبرها من أكثر العلوم قربا الى الانسان بإعتبارها مسرحا محيطا للانسان من جميع الجهات ، وحب الاستطلاع وكما يقال اللقافة من أهم الامور التي تساعد على تقصي الحقائق والبحث عن المعرفة والاسباب ، صدق من قال أن العبقرية ليست إلا حب إستطلاع وشوق الى المعرفة ... ذلك هو التوهج الفطري النبيل الباعث على كشف المجهول.

أذكر أنني ليلة البارحة كنت أقرا أحد الكتب ذات العلاقة بالفلك والكون ((كتاب هذا الكون للدكتور راشد المبارك )):
الفارق الزمني الكبير بين مؤلف كتاب السندهند و اقليدس Euclid و بطليموس Ptolemy و العاملين في بيتي الرصد المقامين في الشماسية ببغداد وجبل قاسيون في عهد المأمون وبين كوبرنيكوس و كبلر و نيوتن و انشتاين وهوكنق ، لايعني فرقا يذكر في الدوافع والتوجه والاهداف ، فعلى الرغم من الاختلاف في الاعراق والاديان والازمنة إلا أنهم جميعا يمتلكون تلك الفطرة الانسانية المقدسة الخالصة في البحث عن الحقيقة واكتشاف المجهول والانتصار على الجهل ... هذا هو الانتصار الحقيقي للانسان.

هذي المدونة البسيطة انشأتها لكي أستطيع من خلالها التواصل مع من هم مهتمين بهذا هذا العالم المحيط بنا يقول الدكتور:
(( من المؤسف أن العرب في تاريخهم الحديث والقديم من أقل الناس إهتماما بظواهر هذا الكون وانشغالا به واسهاما في كشف معالمه ، إن حقلا مغناطيسيا هائلا جذب إهتمام العرب وحبسهم دائرين حوله صارفين فيه واليه جل اهتمامهم الفكري والعلمي والوجداني ، إنه حقل صرفهم عن الاهتمامات الاخرى ، والمجالات الاخرى ، بل أنساهم اياها وزهدهم فيها ، هذا الحقل المغناطيسي الجاذب الذي شغل الناس عن كل شيء سواه هو حقل
صناعة الكلام ، لقد صار الناس يرون في ذلك أبعد مايتطلعون إليه من أفاق ، توجه لبلوغها معظم طاقات العقل ووظائفه ، وأصبح فن إجادة الكلام وهندسته هو الوثيقة التي يجتاز بها كل الحدود والمواقع والحصون ، الى صدور المجالس ، وعطاء السلاطين ، وكراسي الوزارة ، ونتج عن ذلك أن كتب في هذا الجانب أثقل ماتنوء به المكتبة العربية من أحمال ، وأن يكون أضخم الكتب التي عرفها تاريخ التأليف كتاب (( صبح الاعشى في فن صناعة الإنشاء )).

على الرغم من أن القران الكريم يدعونا الى التفكر والتامل في هذا الكون وكشف أسراره وسننه ، لقد وقف عقل الفرد العربي عند ((
قفا نبكي )) وقوفا طال به حتى أصابه مايشبه الشلل المعجز عن الحركة الى أفاق العلوم الاخرى ، واحتلت (( قفا نبكي )) ومثيلاتها من من عقل الفرد العربي ووجدانه مكانة تقرب من القداسة ، وصار على كل فرد ان يروض مداركه واحساسه وتذوقه لكي يحس ويتبين السمو الوجداني والبياني في مثل (( ترى بعر الآرام في عرصاتعا )) و (( تظل العذارى يرتمين بلحمها وشحم ... )) و (( تقول وقد مال الغبيط بنا معا : عقرت بعيري ... )).

لقد صار فن إجادة الكلام قولا وكتابة ، نثرا وشعرا ، نقداوشرحا هى العلم الذي يقصد ، والموئل الذي يحج اليه وصار من يطلق عليهم وصف العلماء هم المبرزين في هذا المجال او المجالات المرتبطة به في الشرح والتفسير.

على العموم أدعو الله سبحانه وتعالى أن أرى الكثير من الناس المهتمين بشتى العلوم ، أناس يقرأون الكتب ليس للاسترخاء قبل النوم ، أناس يتركون كتب الروايات والشعر والف ليلة وليلة وغيرها من الكتب الكلامية ويتجهون الى الكتب المعرفية والعلمية للانتصار على الجهل وسيادة العالم .... هل يتجرأ الان حاكم مسلم ويرسل خطاب الى حاكم غربي بعد ماحدث في غزة ويكتب : من الحاكم المسلم الى الحاكم الغربي كلب الغرب أو كلب الروم ... بتاكيد لن يتجرأ على فعل ذلك كائنا من كان ... لانك ببساطة مهزوووم من قبل الجهل والجهالة

أتمنى أن أرى عربي في جيبه كتيب صغير .... هل هذا حلم